هي سلسلة من القصص نقلناها لكم من قبل طلبة سبق واجتازوا المسابقة ووفقوا فيها، وهذا حتى تكون هذه التجارب خير ملهم ومحفز لنجاحكم أنتم كذلك، مطالعة ممتعة وحظ موفق في المسابقة.
رحلتي الى ما بعد التدرج :من الموت الى النجاح...
بعد 5 سنين قضيتها بين مدرجات الجامعة كطالب حقوق تخصص قانون عام للأعمال، وبعد أن أنهيت الماستر 2 بتقديم مذكرة تحت عنوان: "خصوصيه الاعتماد المستندي في القانون الجزائري"، وجدت نفسي ضائع لكون أن شهاده الماستر لا تغني ولا تسمن من جوع، فقررت أن اسجل في الدكتوراه...
في الحقيقه فإن مشاركتي في امتحان الدكتوراه لم يكن قراراً اتخذ بعد الماستر بل كان ربما كحتمية ظهرت بوادرها لي في السنة 2 جامعي، فقد كنت أفكر دائماً: ماذا بعد الماستر؟ هل أنا أهل للدكتوراه؟ وهل أنا قادر على هذا التحدي ؟
كانت الدكتوراه هاجس يؤرقني وقد شغلت تفكيري في السنوات الأولى جامعي، وذلك لأني كنت أرى أنه يجب أن أكون في مستوى علمي كبير جداً، ولهذا فقد كنت متردداً كثيراً، وهذا الأمر كاد أن يهدد أصلا وجودي في الجامعة لأنها كانت قضيه مبدأ بالنسبة لي فإما أن أكون أو لا أكون، إلا أني أدركت أنه لا بد أن أتناسى قليلاً هذا الأمر وانشغل بالدراسة، وأنظر أمامي قليلاً لأنشغل بالسنوات واحدة تلوى الأخرى.
بعد نهاية الماستر 2 إذن عاد الهاجس مرة أخرى، ولكن هذه المرة كان بتلقائية حيث لم يسبب لي وجع الرأس، وأنا الذي كنت أخاف مسؤوليات هذه الشهادة؛ فقمت بالتسجيل بأرياحية كبيرة وكأن بي وفي داخلي قد اتخذت القرار بالمشاركة بدليل أن الماستر لن يؤسس للمستقبل الذي أحلم به أو لن يؤسس لمستقبل جيد على الأقل، خاصةً بعد أن رفضت الاستمرار في دراسة مهنة المحاماة، بالنظر الى أنني كنت لا أرى نفسي أسمع قصص الإجرام والآفات الاجتماعية...
بعد أن قبل ملفي للمشاركة في مسابقة الدكتوراه في الجامعة التي زاولت الدراسة بها، أعلنوا أن 18 نوفمبر سيكون يوم المسابقة؛ كان قبول الملف في شهر جوان إن لم تخنِ الذاكرة، وبالتالي كنت مجبراً على المراجعة، ولكن قررت أن أراجع في 18 يوم الأخيرة، وذلك لكون طريقتي في المراجعة طريقة عسكرية قد تدربت عليها اثناء امتحانات التدرج و قد تعلمت هذه الطريقة عن طريق صديق لي، فكانت نعمة الطريقة عليا على الأقل .
بعد مرور الصيف ووصول 30 أكتوبر بدأت بأخذ كتبي وأدواتي للمراجعة لكن حدث ما لم يكن في الحسبان إذ أني مرضت مرض كاد أن يودي بحياتي وهو انسداد شريان القلب (idm )، وبالتالي نقلت على جناح السرعة الى المستشفى حيث بقيت فيه 5 أيام، في هذه الأيام كنت أفكر في الدكتوراه لكن بالمقارنة مع وضعيتي الصحيه لم أولي اهتمام لها خاصةً بعد رفض الأطباء أن أقرأ أو أن أتكلم أو أن أمشي ...
بعد خروجي من المشفى انتقلت الى أخصائي قلب وبالنظر الى الغموض في صحتي طلب مني القيام براديو في مستشفى "مصطفى باشا"، والتي لم تكن متاحه لي الى بعد شهر ما أجبرني الى الذهاب في نفس اليوم الى عيادة خاصة أين اجريتها وتبين أنه لا يوجد انسداد الشريان، واكتشفنا بعد 6 اشهر من هذا أن الأمر لم يكن انسداد شريان بل مجرد قرحة معدية .
المهم قبل 3 ايام من المسابقة عدت الى دفاتري قليلا لكن لم أستطيع ولم أجد راحتي فتوقفت تماما عن المراجعة حيث لم تسمح لي ظروفي الصحية بذلك، وقررت أن أشارك شكليا فقط بسبب المرض ما جعلني مرتاح نفسياً أكثر بالمقارنة مع الآخرين...
بعد المشاركة تم نطق اسمي ناجح في المرتبة الرابعة من أصل أربعة، لكني لم أكن راضياً لأني تمنيت أن أكون الثاني وليس الرابع، ولكن وبالمقارنه مع ظروفي الصحية كان النجاح انجازاً محقق بحد ذاته، وأنا الذي كنت على شفا حفرة من الرسوب.
لقد ادركت أن النفس البشرية نفس معقدة جداً قد تخلق منك عظيما في لحظات الحرج، وقد تهوي بك في لحظات الارتباك، فقد كان المرض الوهمي-على الأقل فيما بعد- قد جنبني الضغط لأن مشاركتي لم تكن إلا من اجل اثبات الذات، ما يعتبر وقد تقييم حقيقي لمستواي في تخصصي دون مراجعة، وكأنه امتحان فجائي.
وعلى اعتبار أن هذه القصة ستكون جزء من قصة نسميها على الأقل "نجاح موقت"-لأن النجاح الحقيقي سيكون بعد الحصول على الدكتوراه- فأنا أنصح كل مقبل على هذه المسابقة بما يلي:
-التفكير حقيقة في الرغبة بالمشاركة كخطوة أولى أو أن تكون هدف؛
-العمل في السنوات الأولى للجامعة من أجل أن تكون في مستوى الدكتوراه؛
-قرار المشاركة سيكون من أجل النجاح لا غير؛
-الرسوب لن يكون نهاية العالم بل هو نجاح من خلال أنه يتضمن قراراً خطيراً وهو أن تكون دكتور مستقبلي وهذا ما يرتب مسؤليات اكاديمية؛
-أي مشارك في الدكتوراه هو مشروع انسان ناجح؛
أتمنى التوفيق للجميع وهذه قصتى مع مسابقة الدكتوراه .
A.f
هل من الممكن ان تفيدني بطريقة المراجعة العسكرية كيف تكون من فضلك
ردحذفالأشخاص الذين كرسوا كل دقيقة من حياتهم لأجل الحصول على الدكتوراه يشعرون بالاحباط بمجرد الاطلاع على قصتك
ردحذف