//]]> -->

بحث هذه المدونة الإلكترونية

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

التسميات

الإبلاغ عن إساءة الاستخدام

السبت، 17 يونيو 2017

الباحث القانوني: سلسة قصتي مع الدكتوراه-القصة الرابعة (الطالبة إ .ص ).




             هذه رابع قصة نقدمها من قصص الناجحين في مسابقة الدكتوراه، والتي يشترك أصحابها في خصائص أهمها المثابرة وتقديم التضحيات والصبر والجلد، إلا أن قصة اليوم مميزة ونترك لكم اكتشافها، وبالمناسبة فإن صاحبة القصة الطالبة "إ.ص" من العضوات الناشطات في مجموعتنا الخاصة بالمراجع القانونية حيث قامت بعمل جبار خلال فترة تحضير مذكرات التخارج حيث قدمت يد العون للعشرات بل المئات من الطلبة وهو جهد تشكر عليه، نتمنى أن يطالعنا طلبة الدكتوراه الآخرين بقصص نجاحهم وأن يركزوا في الأخير على سبل التحضير الجيّد وتقديم نصائح وتوجيهات للمقبلين على المسابقة، تمنياتنا بالتوفيق للجميع....


قصتي مع الدكتوراه:


       لطالما كنت تلميذة مجتهدة منذ الصغر،  وكان يُنتظر مني أن  يكون لي مستقبل زاهر، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن...في السنة الأخيرة من الثانوي كنت لا  أطيق مادتين أساسيتين  في تخصصي وهو الأمر الذي جعل نجاحي  في البكالوريا  خالٍ من الفرحة، ففي الوقت الذي كان زملائي يختارون شعب الطب والصيدلة أجبرت أنا على اختيار تخصص علمي  آخر يتلاءم والمعدل الضئيل الذي أحرزته، ورغم ذلك درست أربع سنوات  بالاجتهاد المعهود؛ وبعد تخرجي بحثت ككل الطلبة على عمل إلا أنه لم يكن لي الحق في العمل  بمنصب ثابت بحكم النظام القانوني الذي كان يحكمنا آنذاك، إلا أن هذا العمل وبالرغم من أنه مؤقت لم  أكن أشعر فيه بالرضى النفسي والطمأنينة الداخلية، فقررت أن أشغل وقتي بتعلم اللغات الأجنبية،   ثم  أردت أن أتحدى نفسي  وأن أختبر إرادتي: فقرّرت إعادة البكالوريا بعد ست سنوات من اجتياز البكالوريا الأولى، سجلت بالرغم من تغير  البرامج والتخصصات، وفعلاً أجريت الامتحان والمفاجأة انني نجحت.... تلك كانت أكبر فرحة في حياتي  لا  لأجل أن أدرس بل لأنني تحديت نفسي وأثبت أني أملك الإرادة، سجلت في الجامعة في تخصص الحقوق   بناء على طلب الوالدة التي كانت فرحتها أكبر مني لأنها لطالما نصحتني بدراسة الحقوق بحكم أنه توجه العائلة منذ الجد الأول، درست الحقوق لسنة كانت الأصعب في حياتي،  كنت أعود الى منزلي باكية كل يوم، لم يكن في استطاعتي ان أتأقلم مع  تلك العقلية والمنهجية في المعاملة والتفكير، ورغم ذلك كنت معجبة بالنصوص القانونية ومنبهرة  بالمشرع الجزائري وغيره من المشرعين، وهو الأمر الذي جعلني أبذل مجهوداً خرافياً بين الدراسة والعمل، وفي الأخير قرّرت ترك العمل،  وكنت  طيلة الخمس سنوات التي قضيتها في الحقوق أتساءل إن كنت فعلاً قد اخترت الطريق الصحيح؟ و كنت أدعو  الله كل يوم ألا ألتقي بأحد الزملاء القدامى فقط حتى لا يسألني: "ماذا فعلت  في  حياتك ؟"، لقد كان هذا أصعب سؤال يمكن أن يطرحه علي أحدهم، لأني فعلاً لم أكن  أملك الإجابة، -ورغم ذلك- كان حبي للنصوص القانونية هو ما يدفعني للمواصلة، وهو الأمر الذي أهلني لأن أكون من أوائل الدفعة، بل إني أتذكر قصة وقعت لي مع مدير الوظيف العمومي في الولاية كنت قد زرته لعمل بحثي  وفي نهاية اللقاء أخبرني أني سأكون إطار من إطارات الدولة في غضون ست سنوات، وهو التصريح الذي أغضبني جداً لأنني ببساطة كنت أملك شهادتين جامعيتين ولم أحظ بمنصب عمل  واحد، فكيف بي أكون اطارا؟  وسبحان الله في تلك السنة اجتزت  مسابقتين إحداهما وظيفية والأخرى دراسية ونجحت في كليهما بتفوق...وفي السنة الأخيرة من الماستر كنت أحضر للمذكرة وفي نفس الوقت  كنت  أجري تربصا  يخص الوظيفة في ولاية أخرى، كان التعب كبيراً جداً، ورغم ذلك أنهيت مذكرتي والسنة الدراسية وأنا راضية بنتائجي... ودخلت مرحلة التحضير للدكتوراه....
             إلا أنه  بحكم استمراري في التربص وبقائي في إقامة جامعية  وأنا التي لم تتعود على تلك الأجواء، جعل  من التحضير  صعبا جداً... سجلت في نفس الولاية التي أتربص فيها، وتمنيت أن أنجح فيها من قلبي بحكم أنها نفس الولاية التي كنت قد نجحت فيها في المسابقة الدراسية  السابقة، وبالتالي كان سيسهل علي الأمر كثيراً، أتذكر يوم المسابقة  كنت لم أنم ليلتها  لأن  المقيمات قرّرن  الترويح عن أنفسهن الى ساعات متأخرة من الليل ....الوصول الى مكان الإجراء كان صعباً بحكم أنه كان يوم عطلة ...في المدرج كان قد تم توزيعنا على المقاعد بحسب ترتيب المعدلات وبرغم أنني كنت متفوقة في دفعتي إلا  أنني و جدت نفسي في ترتيب متأخر بحكم المعدلات الضخمة لبعض الطلبة، فكان أمراً  مخيفاً أن تجد نفسك أمام كل هؤلاء من متصدري الدفعات-وأعتقد أن الجميع كان يشعر بنفس شعوري-، طبيعة السؤال كانت غريبة، سؤال المقياس الثاني لم يكن أحد يتوقعه، بالنسبة لي كانت أسوء تجربة لي في امتحان رسمي، كنت أتوقع فشلي وهو الذي حدث بالرغم من الترتيب الجيد الذي حصلت عليه، كان وقع الصدمة يزيد مع مرور الأيام؛ 
        سجّلت في كليتي الأصلية وكنت يائسة تماماً من النجاح فيها...قرّرت قطع تربصي لأسبوع للعودة وإنهاء التحضيرات التي كنت قد بدأتها سابقاً في الإقامة، طيلة ذلك الأسبوع حبست نفسي في غرفتي ليلاً و نهاراً وأنا أحضر، كانت معنوياتي في الحضيض خاصة ًو أن الكثير من الزميلات كنّ قد نجحن في مسابقات أخرى ....أجريت المسابقة: حاولت أن أتلافى الاخطاء التي ارتكبتها سابقاً و أن أتّبع نصائح الزملاء من الذين نجحوا سابقاً، ورغم ذلك كنت مقتنعة أنني لن أنجح إلا بمعجزة ربانية، كان يحذوني خوف كبير من عدم النجاح ببساطة لأنني لم أملك إلا فرصة أخرى بعد أسبوع في ولاية أخرى، والتي تتزامن مع امتحانات نهاية تربصي، لم أنم ليلتها وأنا انتظر النتيجة إلا أنها لم تصدر...فأغلقت هاتفي وقرّرت النوم، لأتفاجىء برنين هاتف والدتي على الساعة الواحدة والنصف ليلا قطعت الاتصال، أعدت فتح هاتفي لأجد رسالة من إحدى الزميلات تخبرني بالنجاح، أول ردة فعل لي كانت: "الحمد لله"، لأنني فعلاً أؤمن أنني لم أكن لأنجح لولا تدخل رباني من الخالق:  بدايةً من اختيار اللجنة، الى الأسئلة  التي كانت وكأنها أختيرت لأجلي، الى إعلان النتائج...
      الحمد لله المسابقة كانت نزيهة بأتم معنى الكلمة.
        العبرة من قصتي  أنه  عليك أن تقف مع نفسك يوماً ما وقفة  صادقة  وتسألها هل هذا هو الطريق الذي أريد ان استمر فيه؟ ما هي اهدافي المستقبلية، وماهي التضحيات التي أنا مستعد لتقديمها ؟ بالنسبة لي  كان الحصول على الدكتوراه مسألة حياة أو موت، لأنه ببساطة لم أعد أطيق أن أسير مطأطأة الرأس في الشارع و أنا أتدارى من زملائي السابقين خيفة ان يسألني احدهم  ماذا فعلت  بحياتي؟ أعرف أنها طريقة غير سليمة  في التفكير إلا أنها كانت محفزي لبذل مجهود أكبر، و لكل منّا محفزه الخاص، فابحث عن ما يحفزك للفوز بالمسابقة،  وابذل كل مجهودك-لكن لا تنسى  الخالق- فالنجاح أو الفشل بتدبير منه سبحانه وتعالى، أما بالنسبة للزملاء الباحثين فالنجاح في الدكتوراه هو  العقبة  الأولى والأبسط والأسهل، لازال هناك طريق طويل و مليئ بالعقبات وفعلا ليس كل ما يلمع ذهباً ...

        *كانت هذه القصة الرابعة وتتعلق بالطالبة "إ .ص "، هي أيضاً كما أسلفت من أكثر العضوات النشيطات في مجموعتنا الخاصة بالمراجع، ولا تتوانى بتقديم العون للأعضاء الآخرين وهي مشكورة عليه، ننتظر مساهماتكم بإيفادنا بقصص نجاحكم في الدكتوراه قصد تحفيز المقبلين على المسابقة، تمنياتي لكم بالتوفيق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لـ الباحث القانوني-Carrefour _droit ©