الباحث القانوني | كيفية التحضير والمراجعة للمسابقات القانونية 2018.

كيفية التحضير والمراجعة للمسابقات القانونية 2018

هذه ورقة أعددناها على عجل، نزولا عند طلب بعض الأعضاء للاسيما أولائك الذين انقطعوا قبل مدة ليست بالقصيرة عن الجامعة وربما عن القانون كلية، نتمنى أن نبلغ بها القصد وستكون هناك منشورات أخرى مكملة لنفس الموضوع وهو التحضير للمسابقات القانونية...وسنتكلم فيما يلي عن كيفية المراجعة السليمة:

أول شيء أعمله إذا كنت مهتم بمسابقة قانونية معينة يجب أن أبحث في مواقع التواصل الاجتماعي عن مجموعات جيدة خاصة بالمسابقة المعنية، أظن أن مجموعاتنا تفي بالغرض تجدونها أسفل المنشور. لنتفق أولاً أن الهدف من وراء الانضمام للمجموعات ليس التحضير للمسابقة بصفة مباشرة وإنما غاية ما في الأمر أني سأتحصل على كل ما يلزمني من معلومات ومادة علمية في مكان واحد ما يوفر علي الجهد والوقت، كما أن من فوائد المجموعات أنك ستتعرف على أشخاص آخرين لهم نفس اهتمامك ما يمكنكم من تبادل المعلومات والآراء، وكذا الحصول على نصائح من أولائك الذين سبق لهم اجتياز المسابقة. أما التحضير الحقيقي فستقوم به بمفردك في المنزل أو مع صديق، وضمن مجموعات صغيرة جداً حتى يمكن التحكم في مجريات المراجعة وإضفاء الصرامة والجدية اللازمتين لنجاح أي عمل. بالنسبة للتحضير الجيد فإن مسألة التنظيم مهمة جداً: التنظيم ثم التنظيم ثم التنظيم والوقت؛ مسألة تسيير الوقت مهمة جدا، الوقت هو عدوك الوحيد، حتى يوم إجراء المسابقة، وعلى ذلك يستحسن تقسيم التحضير إلى ثلاث مراحل رئيسية: المرحلة الأولى: وهي المرحلة الاستطلاعية. ونقوم خلالها بجمع كل المعلومات حول المسابقة المعنية، فبعدما تأكدت بأني أتوافر على جميع الشروط المطلوبة للترشح، وأحوز كافة الوثائق اللازمة، أول وأهم ما يجب أن أستفسر حوله هو المقاييس المراد اجتيازها، وتحديد بدقة نطاق كل مقياس أو الجزئية التي سيشملها الامتحان بالتدقيق، مثلاً: إذا قلنا القانون الجنائي، فما هو المقصود بهذا المقياس؟ الجنائي العام أم الخاص وهل هناك جرائم بعينها يجب التركيز عليها؛ يمكن الوقوف على هذا من خلال الاتصال بمن لهم سابقة في اجتياز هذه الامتحانات. أو من خلال الاستفسار في المجموعات وكذا بالاطلاع على أسئلة الدورات السابقة. بعد تحديد نطاق كل مقياس أبدأ بجمع المادة العلمية المرتبطة به من: كتب، مقالات، محاضرات موثوقة، نصوص قانونية واجتهادات قضائية، ومن الأفضل الابتعاد عن المصادر الالكترونية لأن أغلبها مجهولة المصدر وبدون بيانات تسمح بالتأكد من أنها محيّنة، لاسيما وأن الفترة الأخيرة شهدت ثورة في التعديلات. هذه المرحلة إذن سيقتصر الأمر فيها على جمع المادة العلمية والمطالعة-وأضع سطر تحت المطالعة- لانتقاء أحسن المراجع وتصفيفها وتصنيفها حسب كل مقياس ممتحن، المطالعة مهمة جداً، وكذا مناقشة الأفكار الغامضة مع الزملاء والتعمق فيما التبس عليك وسؤال أهل الذكر. أيضاً من الجيد محاولة حل المواضيع السابقة في مجموعات صغيرة؛ المطالعة والمناقشة ومحاولة حل الأسئلة ستفيد كثيرا لاسيما المنقطعين عن الدراسة والممارسة في الحقل القانوني لفترة طويلة. هذه المرحلة من المفروض أنك قد أنطلقت فيها قبل مدة وستكون بمعية أو مساعدة آخرين مع وقت حر للعمل. المرحلة الثانية: وهي المرحلة التحضيرية. وخلالها تقوم بإعداد ملخصات مركزة وإعداد خرائط ذهنية خاصة بكل موضوع؛ فبعد أن قمنا بجمع المادة العلمية، وحددنا نطاق كل مقياس بدقة أي وضعنا حدود يبدأ وينتهي عندها، الآن نأخذ كل مقياس من هذه المقاييس ونتعامل معه على حدا، فنقوم بتقسيمه إلى أقسام، حوالي من عشرة على الأقل إلى خمسة عشر على الأكثر: نعلم أن القانون يتألف من نظريات كبرى وكل نظرية منها تتركب من نظريات أصغر وهكذا، وهو ما سأعتمد عليه لتسهيل عملي، مثلاً: نظرية العقد، أقسمها إلى عشر مواضيع: المفاوضات، الأركان، البطلان، الأثر النسبي للعقد وهكذا...، وهكذا أتحصل على قوائم عناوين واضحة يمكن أن أقصي منها من أراه أقل أهمية، يمكن أن أدمج عنوانين منها أو أكثر في موضوع واحد إذا كان لهذا محل، يمكن أن أضيف مواضيع أخرى كانت في الأصل مجرد فروع صغيرة في العناوين التي أضفتها ورأيت أن لها أهمية خاصة، مثلا: من موضوع أركان العقد، أخرج في عنوان مستقل الشكلية لأهميتها، وهكذا...إلا أن أقرب بقوائم العناوين حد الكمال. بعد هذا التبويب أحاول أن أعد ملخصات حسب العناوين وهذا من خلال المراجع المتنوعة التي لدي حوالي من 8 إلى 12 صفحة في كل موضوع، مع وضع فهرس أو مخطط لكل ملخص يسهل علي استيعابة وحفظه، مع تدعيمه بالنصوص القانونية التي أنقلها من التقنينات مباشرة والاجتهادات القضائية. (قراءة ونقل النصوص من الكود مباشرة أمر مهم يجي نهار تعرف علاش) في الأخير سأتحصل على عدد مقبول من الصفحات في كل مقياس ولنقل حوالي 150 صفحة في المتوسط، وهي عصارة أو زبدة المادة المشتتة الخام التي كانت لدي، بعد أن أزلت منها ما لا حاجة لي به، وانتقيت منها الأوجز عبارة والأدق. هذا العمل يجب ان يبدأ شهرين أو ثلاث قبل المسابقة، وأن تخصص له الوقت الكافي بوضع برناج يومي لا أقل من ست (6) ساعات، تعد فيها ملخصاتك بكل تركيز وفي مكان هادىء، لأن هذه العملية وإن تمت بالشكل الصحيح ستساعد في استيعابك كل ما قرأته وليس فقط ما لخصته بشكل كبير جدا. لابأس كذلك بالإشارة لمصادر التلخيصات للرجوع إليها عند الحاجة. كما يستحسن جدا أن تكون الملخصات باتباع المنهجية العلمية المعتادة في الأعمال البحثية. ستفيد هذه المرحلة في إثراء رصيدك المعرفي وترسيخ المعلومات لديك وكذا اكتسابك منهجية سليمة في توظيف وعرض المعلومات. المرحلة الثالثة: وهي مرحلة الاسترجاع والمذاكرة. وتتم في الأربع أو الثلاث أسابيع الاخيرة التي تسبق الامتحان، حيث يجب أن تكرس كل وقتك للمسابقة والتركيزعليها، ويستحب أن تكون بمعية زميل أو اثنين(تنتقيهم بعناية)، يكون العمل بالاعتماد على الملخصات، من خلال جلسات تتبادلون فيها أدوار المعلم والمتلقي وبمناقشة محتوى الملخصات وإثرائه، أيضا بإعادة رسم خرائط اكثر دقة وأكثر تفصيل، ويفضل تخصيص أوقات يومية للعمل بشكل منفرد لا تقل عن أربع ساعات تلي وتسبق العمل الجماعي، يمكن أن تكون في شكل تحضير للجلسة الجماعية ثم تلخيص لها. تساعدك هذه المرحلة في الاستنباط والطلاقة في السرد وتعزيز قدرتك على إيصال المعلومة بأسهل الطرق. إذا أردنا تلخيص المراحل الثلاث فقد قمنا: أولا بالتعرف الجيد على المواد الممتحنة وحدودها، ثم تقسيم كل منها الى وحدات أصغر قصد تبسيطها فحتى تتغلب على عدو ضخم يجب أن تقوم بتفتيته لأجزاء، ثم لخصنا كل جزء لتسهيل الاستيعاب ثم أخيرا الاسترجاع. هذه هي الطريقة الفردية وهي عملّية وناجحة مائة بالمائة...نأمل أن تكتسب من خلالها أدوات النجاح ومنها أربع: كم معرفي مؤسس، تفكير قانوني ومنهجي والقدرة على التحليل والعرض.

ملاحظات: * يمكنك حسب الرغبة وضع جداول زمنية يومية أو أسبوعية أو شهرية تحدد أوقات العمل ومدة العمل اليومية التي تختارها حسب ظروفك وقدرات استيعابك، لكن يجب إحترام هذه الجداول بشكل صارم؛ *وضع رزنامة عمل في المرحلة الثالثة والأخيرة إجباري؛ *يمكنك العمل في مقياس واحد أو الانتقال من موضوع أو آخر لتجنب الملل، لكن المهم ألا أترك موضوع قبل إبهائه وأن أمسح كل القوائم التي لدي.

للمزيد إنضم إلى الصفحة، ولا تنسى مشاركة المنشور لتعم الفائدة